الصّعلوك...
بقلم...كمال عبد الله.
..............
أيّ معنى لهذه الشّوارع المثقلة بأغاني السّكارى...؟...أيّ معنى لحبّات الثّلج المتساقطة كعرائس القطن على هذه الأغصان الممتدّة كالكابوس بين تلك التي سوف تأتي و تلك التي لن تعود...؟...تدثّرت جيدا بمعطفي الكشمير ثمّ غادرت الشّارع الذي كنت فيه إلى شارع آخر...أفكّر بها...أفكّر بجسدها الممتلئ شهوة...ثمّ أشعل سيجارة أولى...تدفئ الخمرة قلبي بعض الشّيء...وتبعث في وجداني الموغل في العتمة بعض الرّغبة في رؤيتها عارية...بين رومنسيّتها و مشاعري الإباحيّة يسكن ذئب يرفض موتي...أحيانا، عندما أكون صافي الذّهن لبعض الوقت، أكتب فيها شعرا من اخضرار الطّحالب المتناثرة على صخور الشّاطئ...وأحيانا، أحرق صورها...أجتاز الشّارع الثّاني إلى شارع آخر أشدّ سوادا...أشعل سيجارة أخرى ثم أخرج زجاجة الفودكا من تحت المعطف الكشمير...أتجرّع منها شيئا ما ثمّ أعود إلى ما كنت فيه من التّفكير فيها...أرادت إحدى صديقاتي من المشتغلات بعلم النفس تحليل شخصيّتي، وعندما حدّثتها عن رغبتي في اغتصابها، لعنتني...أعتقد بأنّها قد رأت بين أحداقي ما كان يخفيه ضوء الشّمس...فكّرت بجرعة أخرى من الفودكا...أجمل ما في الحياة امرأة تعرف أنّها أنثى...عندما يكون هنال ليلٌ...وعندما يكون هنالك ثلجٌ، تعود بي ذاكرتي التي لا تعترف بالأرقام إلى الجذور الأولى لوجودي...أراني أقف معها أمام الكهف...أراها تفكّر بقتل أحد جيراننا...قديما، قبل ظهور اللغة، كنتُ ساحرًا، كنت أعبد بعض الأرواح التي اختفت فجأة...وذات مساء صيفي صرتُ شاعرا...وعندما ماتت كل الآلهة تحوّلت كوكبا...يبدو أنّني اقتربت من بيتها الجاثم بين الأزقّة المظلمة...
كمال عبد الله...تونس...
تعليقات
إرسال تعليق