ميلانكولي...mélancolie...بقلم\كمال عبد الله



ميلانكولي...mélancolie...بقلم\كمال عبد الله

تتقاذفني عناوين لا شوارع بها...نصوص قديمة...ويعصف الشّوق بتفاصيل الحكايات التي تأتي مع انتشار السّماء على صفحة ذلك البحر الذي لم يزرني...لا معنى لقصص الحب من دون ذلك الوجع الذي يتغلغل في أحشاء الذّكريات المتكسّرة...عندما قالت لي أحبّك، تراكمت الحروف فوق شفاهي التي قرّحتها السجائر الرّخيصة...ولم أستطع الكلام...كنتُ أريد أن أرتمي في صدرها...كنتُ أريد اقتحام الوشم الذي يسافر في خصرها...تسكّعت بالشوارع التي لا عناوين بها...لم أشعر بمثل هذا الشيء من قبل...هل يكون الحب حالة من حالات الحمم البركانيّة...هل يكون الحبّ حالة من حالات الرّحيل السرّي في مجاهل الانفعالات الممنوعة...؟...عندما اقتحمتْ صدري، كنتُ خائفا من شيء مجهول كان يخنقني...وضعتُ يدي خلف خصرها...صمتتْ...كان نادل المقهى وقحا جدا...اقترب منّي وهو يبتسم ابتسامة بلهاء...قال لي في شيء من الأدب الرّخيص...
- Monsieur...هذا مطعم محترم...
لم أنتبه لما كان يقوله...كتبتُ بعض الكلمات على دفتر ملاحظاتي...اقتربتْ منّي حتى التصقت بكتفي ثمّ همست في أذني ضاحكة...
- أنت وقح...وقليل الحياء...
قالت كلاما كثيرا نسيتُ أغلبه...أجلس في هذه اللّحظة الرائعة الألم إلى أوراقي...حاول "بوتشي" الكلب معرفة المزيد من تفاصيل قصّة المطعم الشّامي...ولكنّني لم أخبره بشيء...لم أعد أثق به كثيرا...

كمال عبد الله...تونس....

تعليقات